الرسالة :
=====
السلام عليكم
انا عندي مشكله سببت مشاكل مع ناس قريبين مني وزعلانين مني بسبها وهى اني باخد حاجات هى بتكون تافهة بس مش بتاعتي ومش عارف ليه بس وانا باخدها بحس بلذة غريبة وبندم بعد ما اخدها لما افوق من اللذة دي مثلا علبه سجاير، ولاعة، قلم، وانا معايا نفس الحاجه ومش محتاجها مش عارف ليه؟ .. ايه الحل؟…
الرد :
===
عزيزي.. ما تعاني منه هو اضطراب نفسي يُسمى “هوس السرقة المرضي” أو (Kleptomania)وتنطوي اعراضه – كما ذكرت انت في رسالتك – على رغبة جامحة في سرقة أشياء غالباً لا تُمثل أية أهمية ولا يحتاجها الفرد ولن تدر عليه مكسباً مادياً من أي نوع، ولكنه يرغب في الحصول عليها ويشعر بإلحاح قهري وتوتر شديد يدفعه الى سرقتها مهما كانت العواقب وخيمة ولا يهدأ قلقه إلا بعد ان يحصل على هذا الشيء.
غالباً يشعر المريض بندم شديد وشعور بالذنب في كل مرة ولكنه لا يستطيع ان يتوقف عن هذا السلوك المرضي، ويعتبر “هوس السرقة المرضي” أحد الاضطرابات التي “تقهر” المريض وتلح” عليه ليفعل أشياء قد تعود عليه بضرر اكبر من نفعها ولكنه على الرغم من ذلك لا يستطيع ان يتوقف وهو ما ينعكس سلباً على حياته وعلاقاته الاجتماعية حيث ينفر المحيطين به منه تدريجياً ويفقدون الثقة فيه وغالباً ما يُعاني المريض في صمت لأنه يشعر بالحرج من التحدث عن مشكلته، وإذا لم يحاول اللجوء للعلاج النفسي فغالباً ما ينتهي به الحال في السجن متهماً بقضية سرقة لأنه على الرغم من كونه يُعاني من اضطراب نفسي إلا انه واعياً ومسئولاً مسئولية كاملة عن تصرفاته.
إلى الآن فإن السبب الكامن وراء مرض الكليبتومانيا يظل غير مؤكد. لكن الفرضيات العلمية ترجع ذلك الى بعض التغيرات في أدمغة المرضى وإلى الاختلال الحاصل في النواقل العصبية بين خلايا المخ. فعلى سبيل المثال هناك بعض الأبحاث التي تؤكد وجود خلل أو نقص في مادة السيروتونين في أدمغة المرضى، ومعلوم أن نقص السيروتونين هو المسؤول عن تقلب المزاج والأفعال القهرية.
وعلاج هوس السرقة ينقسم إلى عدة محاور هي :
– أولاً الحصول على التاريخ المرضي من الحالة ومعرفة إذا ما كان أحد أفراد العائلة له تجربة مشابهة مع هذا الاضطراب النفسي أو ايه اضطرابات نفسية أخرى مشابهة تشترك معه في الأساس العضوي.
– اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة ووصف الأدوية المناسبة للتحكم في الالحاحات القهرية التي يعاني منها المريض وتدفعه للسرقة.
– تصميم برنامج علاج نفسي متكامل مستمد من شكوى المريض ويتناسب مع حالته لخفض حدة الأعراض “كماً وكيفاً”، على ان يتم تصميم ذلك البرنامج من قِبل معالج نفسي متخصص في مثل هذه الحالات وبعد خضوع المريض للعلاج الدوائي لفترة لا تقل عن شهرين أو كما يصف الطبيب المعالج.
مع تمنياتي للجميع بحياة سعيدة وإيجابية
لإرسال سؤال أو استشارة ادخل على الرابط التالي : تواصل معنا
ولمتابعة كل المقالات والأخبار والفعاليات اشترك في نشرتنا البريدية الآن